مساحة إعلانية

روبينيو.. النجم الذي ضاع بين المجد والفضيحة!

 






في عالم كرة القدم، هناك نجوم يلمعون ويكتبون أسماءهم بأحرف من ذهب، وهناك آخرون يسقطون قبل أن يصلوا إلى القمة. روبينيو كان واحدًا من هؤلاء، لاعبًا تمنى الجميع أن يكون أسطورة، لكنه انتهى كقصة تحذيرية عن الموهبة الضائعة. بين مهاراته السحرية، قراراته الخاطئة، وفضيحته الكبرى، هذه هي القصة الكاملة لنجم كان من المفترض أن يكون “بيليه الجديد”، لكنه ضل طريقه.



سانتوس.. صبي يحلم بالمجد


في مدينة ساو فيسنتي البرازيلية، وُلد روبينسون دي سوزا، أو كما عرفه العالم روبينيو. منذ صغره، كان واضحًا أن هذا الفتى ليس مجرد لاعب عادي. في شوارع البرازيل، تعلم فن المراوغة، وعندما انضم إلى سانتوس، بدأ الجميع يتحدث عن خليفة بيليه القادم.




قاد فريقه للفوز بالدوري البرازيلي عامي 2002 و2004، وكان الجميع يراقب هذه الموهبة الفريدة. حتى الأسطورة بيليه نفسه لم يستطع إخفاء إعجابه وقال:

“هذا الصبي سيصبح أفضل لاعب في العالم!”

وبالفعل، لم يمر وقت طويل قبل أن تخطفه أوروبا.





ريال مدريد.. الحلم الذي لم يكتمل


في 2005، انضم روبينيو إلى ريال مدريد مقابل 24 مليون يورو. دخل ملعب سانتياغو برنابيو وهو يرتدي القميص رقم 10، وكأنه مقدر له أن يكون نجم المستقبل. كانت مراوغاته ساحرة، وسرعته مدمرة، لكنه لم يكن مستقرًا.


رغم فوزه بالدوري الإسباني مرتين (2006-07 و2007-08)، إلا أنه لم يصل إلى مستوى التوقعات. عندما حاول ريال مدريد التعاقد مع كريستيانو رونالدو، شعر روبينيو بالإهانة، وطلب الرحيل. كان يريد الانضمام إلى فريق يمنحه دور النجم الأول، لكنه لم يكن يعلم أن انتقاله التالي سيكون أحد أكثر اللحظات إحراجًا في مسيرته!


مانشستر.. اللحظة التي كشفت الحقيقة!




في صيف 2008، تلقى روبينيو مكالمة:

“لدينا عرض كبير لك من مانشستر!”


كان يظن أنه سينتقل إلى مانشستر يونايتد، النادي الذي كان يسيطر على الكرة الإنجليزية تحت قيادة السير أليكس فيرغسون. وافق سريعًا، وحلم باللعب بجوار رونالدو وروني، لكنه لم يدرك الحقيقة إلا عندما أُعلن عن الصفقة رسميًا…




لقد انضم إلى مانشستر سيتي!





في المؤتمر الصحفي الأول، عندما سُئل عن سعادته بالانضمام إلى النادي، قال بكل حماس:

“أنا سعيد جدًا بالانضمام إلى مانشستر…(تردد للحظة وكأنه أدرك الخطأ)… سيتي!”




كانت هذه اللحظة رمزًا لما سيحدث لاحقًا في مسيرته —اتخاذ قرارات متسرعة، دون إدراك العواقب.


في موسمه الأول، قدم أداءً رائعًا وسجل 14 هدفًا في الدوري الإنجليزي، لكن بعد ذلك، بدأ مستواه بالتراجع. الإصابات، عدم الانضباط، وعدم تأقلمه مع أسلوب اللعب الإنجليزي جعلته لاعبًا عاديًا. خلال موسمه الثاني، فقد مكانه في التشكيلة، وانتهى به الأمر بالعودة إلى سانتوس على سبيل الإعارة.

ميلان.. الفرصة الأخيرة قبل السقوط



في 2010، انتقل روبينيو إلى ميلان، حيث لعب بجوار إبراهيموفيتش وباتو، وحقق لقب الدوري الإيطالي في موسمه الأول. لكن كما هو الحال دائمًا، لم يستمر مستواه في القمة، وعاد إلى التنقل بين الأندية في الصين وتركيا والبرازيل.

كان واضحًا أن روبينيو يفقد بريقه، لكن لا أحد توقع أن السقوط الحقيقي لم يكن بسبب كرة القدم، بل بسبب فضيحة مدوية ستنهي كل شيء!


الفضيحة التي أنهت كل شيء




في 2017، انفجرت أكبر فضيحة في حياة روبينيو، حيث أُدين في إيطاليا بتهمة 
الاعتداء الجنسي على فتاة في ميلانو عام 2013. صدر حكم بسجنه 9 سنوات، لكن لأنه كان في البرازيل، لم يتم تسليمه.


في 2020، حاول نادي سانتوس التعاقد معه مجددًا، لكن الجماهير والرعاة ثاروا ضد هذه الفكرة، ما أجبر النادي على إلغاء الصفقة، ليصبح روبينيو منبوذًا تمامًا في عالم كرة القدم.

نهاية حزينة لموهبة عظيمة




روبينيو كان يملك كل شيء—الموهبة، السرعة، المهارات الخارقة—لكن ما افتقده كان الأهم: الانضباط، والوعي، والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة.

انتقل من كونه “بيليه الجديد” إلى لاعب ضاع بسبب اختياراته الخاطئة، وتحول من نجم عالمي إلى شخص تلاحقه المحاكم.

قصة روبينيو ليست فقط قصة لاعب كرة قدم، بل هي درسٌ قاسٍ عن كيف يمكن أن تضيع الموهبة إذا لم يُحسن اللاعب استغلالها.


مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية