البداية في إفريقيا: الحلم يولد في كوت ديفوار
وُلد يايا توريه في 13 مايو 1983 في مدينة بواكي، كوت ديفوار. بدأ مسيرته الكروية في شوارع بلاده الفقيرة، حيث كان يلعب كرة القدم بموارد بسيطة، لكن حلمه الكبير جعله يسعى نحو العالمية.
تألق توريه مبكرًا مع أسيك ميموزا، النادي الذي قدّم العديد من المواهب الإفريقية. سرعان ما انتقل إلى أوروبا، حيث انضم إلى فريق بيفيرين البلجيكي، ثم تنقل بين أندية أولمبياكوس اليوناني وموناكو الفرنسي.
التألق في برشلونة: البداية مع بيب غوارديولا
في عام 2007، انضم يايا توريه إلى نادي برشلونة الإسباني، حيث لعب في خط الوسط إلى جانب نجوم كبار مثل تشافي وإنييستا. أثبت توريه أنه لاعب متعدد المهام، يمتلك القوة البدنية والمهارات الفنية العالية.
ولكن مع وصول المدرب بيب غوارديولا في 2008، بدأت التحديات. غوارديولا فضل إشراك سيرجيو بوسكيتس في مركز خط الوسط الدفاعي، مما دفع توريه للعب أدوار ثانوية. رغم ذلك، ترك بصمته مع الفريق، وساهم في فوز برشلونة بالسداسية التاريخية في عام 2009.
ومع ذلك، العلاقة بين يايا وغوارديولا لم تكن الأفضل؛ حيث شعر توريه بأنه لا يحصل على التقدير الكافي. هذا التوتر أدى إلى رحيله عن الفريق في 2010.
الانتقال إلى مانشستر سيتي: القائد الذي غيّر تاريخ النادي
بعد انتقاله إلى مانشستر سيتي، تحول يايا توريه إلى أحد أهم لاعبي الفريق. قاد النادي لتحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في 2012، وكان صاحب الهدف الحاسم في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي عام 2011، التي أنهت انتظار مانشستر سيتي للألقاب منذ 35 عامًا.
توريه أصبح رمزًا للسيتي خلال العقد الأول من الألفية الجديدة، حيث كان يتميز بقدرته على تسجيل الأهداف الحاسمة وتمريراته الذكية.
العودة إلى التحديات مع غوارديولا
في عام 2016، عاد غوارديولا لتدريب يايا توريه، هذه المرة في مانشستر سيتي. لكن العلاقة المتوترة بينهما ظهرت مرة أخرى. استبعد غوارديولا توريه من خططه التكتيكية في الموسم الأول، مما أثار جدلاً واسعًا.
في عام 2018، وجه توريه تصريحات حادة ضد غوارديولا، متهماً إياه بسوء المعاملة وعدم احترام اللاعبين الأفارقة. أثارت هذه التصريحات جدلاً كبيراً في الأوساط الرياضية، لكنها لم تؤثر على الإرث الكبير الذي تركه توريه في مانشستر سيتي.
الاعتزال والإرث
بعد فترة قصيرة في أولمبياكوس وكينجداو الصيني، أعلن يايا توريه اعتزاله في عام 2020. يُعتبر توريه أحد أعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ إفريقيا والعالم، وحقق ألقاباً عديدة مع الأندية والمنتخب الإيفواري، بما في ذلك الفوز بكأس الأمم الإفريقية 2015.
يايا توريه: الفيل الإفريقي الذي قاوم التحديات وصنع التاريخ
رغم التوترات مع مدربين مثل غوارديولا، يبقى توريه نموذجًا للإصرار والنجاح. قوته البدنية، مهاراته الفنية، وروحه القتالية جعلت منه رمزًا لا يُنسى في تاريخ كرة القدم.